سنوات عاشت في
بيت سكنت فيه من قبلي
حكت لي وهم
يُجرجرونها بعيداً عن سنوات استوطنت فيها بيته و استوطنت صورته قلبها ...
لم يسألها أحد ..
لم يُشيّعها أحد
.... ولم يفتقد وجودها أحد أو يستفسر عن مصير أغصانها ...
لم يسألها أحد
......وهم يذهبون بها بعيداً مقلوبة رأساً على عقب تُسقط أوراق خريفها مُصطحبة ما
تبقى لها من جذور و تربة بيت عالقة ....
تباروا يتطلعون
في كم صارت الواجهة الحجرية بغيابها أجمل
تباروا يمتدحون
الفراغ ....
هكذا يجب أن يكون
الفراغ ...
بل هكذا خلقت
لتكون الكتلة و علاقتها بالفراغ
الآن تجلى الحجر
.... جميلاً و قد أبعدت من أمامه تلك
الزرعة الشيطانية المُشوشرة ..
ولم يسألها
أحد...
تلك الفروع التي
انسلخت في لحظة قاضية
لم تمنح بُرهة أو
خياراً ... و متى كان للشجر حق في أن يختار
قرر المالك أن
يزرعها ...
قرر المالك أن
يقلعها ...
هكذا صارت واجهة البيت أجمل إنها هديتي لك
حبيبتي .. ( وبكت حبيبته ..).
قرر المالك أن
يزرعها منذ خمسة عشر عاماً و فى هذه البقعة بالتحديد .... فالأشجار لا تغير
مكانها
قرر المالك منذ
خمسة عشر عاماً أنها الأنسب في تلك البقعة بالتحديد لتُزيد جمال الواجهة آنذاك ..
و لم يسألها أحد
.....
سعيدة كانت صغيرة
و نحيفة ببراعمها الخضراء و قد وجدت لجذورها الغضة وطناً و أرضاً ..
تشُب مع الأيام
فروعاً وغصوناً وظلالاً
تطول مع السنوات
و تقوى وإن ابتدعها الله عقيماً بلا ثمار أو أزهار
تتسلق للنافذة
العلوية وتمتد لحيث تراه يُغادر الغرفة بين عراك و آخر فتهبط مع صوت أقدامه على
الدرج لتُطالعه من بين مسام لحُائها المُلتصق بنافذة المطبخ و هو يُفرغ شحنة غضبه
بعيداً عن شريكة تلو الأخرى ولا يستقر.....
سنوات وحدها تمد
جذوراً أسفل المنزل تسند أساساته قدر المستطاع و تستقر ..
سنوات يغيب ويعود
يكبر الأطفال و يُبهت الخضّار الزمن ولا يستقر
سنوات يغير ألوان
الواجهة والوجوه المُتقاطعة ....
وحدها باقية تمُر
السنوات و وحدها
و لوحدها تستقر
و لم يسألها أحد
....
قرر المالك أن
يزرعها ...
قرر المالك أن
يقلعها ...
فاقتلعها و لم
يستشعر الـغــيـــاب
ولم يستقر ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من منا أحق بالبيت
ليرثه نحن البشر ام أشجاره بجذورها المُمتدة لم تُغادر .... ولا يسألها أحد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق