الكذب حقيقة و
الصدق فضيلة حمقاء ..
الماذا ولدت
لأكتب ؟
ها أنا أسأل ذاتي
ما أراهُ مُشهراً في عيون الأخرين
الماذا للآن إذاً
لم أكتب .. ؟
أكتب أشياءاً
ما ..
ولكنني لم أجد
بعد و قد صرت في السادسة و الثلاثين
هذا الشيئ الذي
يشُلني من داخلي ..
بالرغم من ذلك لم
أزل أتواقح و أقولني ولدت لأكتب !!
لكن الأمر يبدو و
كأنني خبأتني في مكان ما ، خشية أن أفقدني ..
و الآن و ببساطة
بل و منذ سنوات طويلة ، طويلة مضت لم أعد أتذكر أين وضعتني
و أضعتني
أبحث في خزانة
روحي فأجدها مُغلقة - فيما يبدو - على كنز ما
و لكني لم أعد
أتذكر أين خبأت المفتاح !!!!
حتى أنني لا
أتذكر متى أضعت مفتاح روحي أو لماذا
أغلقتها و خبأته من الأساس ..
لقد ظننت أنني
تركتني هنا منذ قليل ..
التفت فمرت
السنوات أمام ملامحي بسرعة البرق
:- لقد تركتُني هنا منذ قليل
أوضح للمحيطين
العابرين ... :- هل رآني أحدكم في طريقه
هذا الصباح ؟
ترتسم الدهشة على
ملامحهم بُرهة ، لكنهم سُرعان ما يمطون شفاهم ،
يرفعون أكتافهم و
يرحلون .
أقرّر أن أصف
للفوج القادم ملامح صباي ..
ربما قد
يتذكرونني
و لكن وما أن
أفعل حتى يهرعون من أمامي نافين أي علاقة لهم بي
أو بملامحي
التائهة ، أو بأي مفتاح كان .
تُعتم عيني
بزوبعة هروبهم .. يملأ عيني التراب ..
أرجو إذاً ألا أكون قد مُت في غفلة مني ..
فالأمر هذه المرة
سيحزنني كثيراً ..
ليس - فقط -
لكوني لم أنجز ما عليّ
بل لكوني - في
حقيقة الأمر - لم أنجز شيئاً على الإطلاق ...
و قد ولدت لأكتب
..
فأكتب ..
إعترافات عاجز قادر على تحريك يديه بالقلم
و أعرفها نعمة
كبرى كوني - على الأقل - لم أزل - رغم ضياعي - قادرةً أن أفعل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل أخذ الله أفضل
أفكاري حين جرؤت أن أمزقهم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق