السبت، 3 ديسمبر 2011

و حين أدرك شهريار الصباح


ورق ليس لأحد وسط حوائط ليست لي

و في الخارج وطن لا أعرّفهُ وطني ..

قشرة هشة تُوهم بالثقة والصلابة

والروح بداخلها فكرة مُختبئة قد طالتها من سنوات الظل العُفونة

الألم لمخاض جنين يخافُ الميلاد

 السنوات يقيسُونها في الخامسة و الثلاثين

الأسم شهرزاد

و المهنة امرأة ....أما الحدث فقد رُوى

أنه حين أدرك شهريار الصباح

كانت شهرزاده قد ملت من الحكي المُباح .



صرختُ المرأة تُنفث آلامها مخاضاً لا تُخطئه الأذن قبل العين

صرختُ مُتشبثة بأصابع تكسرت أظافرها بما تطُوله يدها من إطار الفراش الخشبي

حثتها أرواح النساء المُتحلقات حولها على أن تتنفس على النحو الهادئ و العميق الذي جاءت به إلى هذه الدنيا ..

شجعنها ينظمن بشهيقهن و زفيرهن المُتباطئ لحناً يُهدهد فزعها

إنها لحظـة الميــــلاد ..

صرخت و قد تمنت لو استطاعت أن تُكافئهن على مُشاركتهن بلحن مُشابه

 ولكن الألم كاد أن يفصل عظامها وقد زادت حدة نوباته

صرخـــــت .....

صرخــــت....تستجمع أنفاسها شهيقاً تُخرجه آآآآآآآآآهــاً طويلة

جاءت صرختُها و كأنما تُبعد الألم عن جسدها تُطلقه صوتأً بعيداً



لابد أنه الموت ...

أكاد أراها روحي تُغادر لتلحق بأرواحهن المُتحلقات

لكن موجة الألم عادت لتعتصرُها من جديد تلفُظها جسداً يُصارع

إنها آلام الميلاد لا ألماً يشُوب الموت و يصاحبهُ

الألم حواس الأحياء صغيرتي رددنَ النساء

ماذا عن الجنين المُتحجر بداخلي فكرة تأبى الخروج

اسألوا الله ألا يلد الكاتبُ فكرة قيصرية ..؟

فليأت أحدكم بمشرطه أو ضعوه في يدي و سأفعل

فليشُق أحدكم رأسي مُخرجاً فكرة بمثل عمري جنيناً باقياً هناك منذ الأبد

فلتخبروا الله إن لم يكن يسمعُني

أن الكاتب لا يخشى مشرطه

و لا يقنطُ من رحمته

فليمنحني سلاماً و فكرة قيصرية

لم يعد عقلي يقوى على ما للمخاض من ألم

فليُضحي أحدكم بالكاتب مُشهراً مشرطُه جلياً

ألا يوجد بينكم من يضحي بالكاتب من أجل الفكرة ؟

ولتُخبروا جنيني أن كاتبته كانت أماً لم تشأ أن تموت هي و الفكرة معاً

يموت الكاتب و تحيا الفكرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق