تشابكت العطور
النسّوية مُتداخلة مُتضاربة مُندمجة و مُتنافرة ، تقاطعت الأزياء والألوان و
الطُرز قصير طويل ضيق مُحتشم و عاري .
والشعر فوق الرؤوس
تيجان مُتنوعة مُسترسلة قصيرة ،
عفوية نحيلة ،
شقراء جريئة ، بنية مرفوعة خجول
و سمراء مُتحدثة
وصموتة .
تلفحت النسوة
أعمارهن وجوهاً و أجساداً يخفين صمتهن ضحكات عالية ،
و مساحيق كلام ، و
أدوية نحافة .
يخفين صمتهن
إستمتاعاً بالأطعمة و كؤوس الحوارات الدائرة ....
:- في البارحة قال ....
:- في العام الماضي أجابني ...
:-
حين كنا هناك فعل ...
:-
في تلك الليلة سحبني من يدي ليُريني ...
:-
حين كان أبنائنا صغار ..كان
:-
لم تأت فعلى المحمول أخبرها زوجها ...
:-
قال لأمه أن زوجته السابقة لم تعد تريد أن ترى ابنته،
ابنتها .
:-
قالت لأبيها أنه هو السبب .......
:-
سحبتهُ من يده لأُريه ..
:-
الأمومة بعد أول رحلة صيد للصغير ليست بغريزة .
:-
لا فرق بين رجل و امرأة إلا ... بالكتابة .
تحلقت النسوة بنية
مُسبقة الإصرار و التعمد فى طقوس إحتفالية إبتهاجاً بغياب الآخر .... الرجل .
هذا الذي قال ....
و أجاب و فعل .
هذا الذي كان ....
و سحب و أخبر .
هذا الرجل الذي
قال لأمه ... و قالت له ابنته ... و سحبته من يده زوجته .. لتُريه .
الأمومة ليست
بغريزة ..................ولا فرق بين الرجل و امرأة ... إلا ... في الكتابة .
لكن و بالرغم من كل النية المُسبقة للإبتهاج
بغياب الآخر .. الرجل .
و تحلق النسوة كالمحتفلات في عبق من بخور
سجائرهن و دفئها ،
نطقن به قال ... و تحدثن به فعل ... و رددن كونه
أجاب .
يُخفين صمتهن
يُغيبن في محاولة تغيبه ذواتهن ،نسوة مُتحلقات مللن الحديث عن الألم .
لم تذرف إحداهن
دمعة ،و لم تنطق إحداهن بمسحة غضب أو شجن .
ظلت كؤوس الحوارات
دائرة و الحديث عن نساء - دونهن - غائبات ،
فهن لن يتحلقن كالأخريات .
ليس بينهن الضحية
أو المخدوعة ، ليس في صفوفهن الضعيفة الخنوعة ،
فأفواهن لا تبكي ،
و أعينهن لا تصمت ، و أذانهن لا تشتكي ولا تستغيث .
قويات تحلقت
النسوة في طقس كالرجال يتناسين به هموم العمل .
تاركين على
الأبواب معاطفهن ، و أحاديث البيت ،
و الشكوى ، والرجل
، والملل .
في المساء و حين
إنتصف ليل العاصمة .
إرتدت كل منهن
معطفها يتبادلن الوداع و القبلات ووعود اللقاء .
يهرعن إثنى عشر سندريلا تختفي كل منهن في طريق .
يُسرعن و قد ساد
الصمت تنبهن دقات الإبتسامات الآخذة في الخفوت على وجوههن . أنه قد حان وقت الرحيل
.
اثني عشر دقة ... إنتهى مفعول السحر و الضحكات العالية ....
حان وقت الرحيل .
اثني عشر دقة ...
و إلا إنكشف أمر صمتهن ، و إختفت معه مُتساقطة - الواحدة تلو الأخرى - تيجان
الأميرات السمراء و الشقراء
الأم الجدة الإبنة
.. الأخت الزوجة ... الأرملة المُطلقة و الوحيدة .
أسرعت الأميرات
يهربن من بعضهن البعض في طرقات المدينة النائمة .
مُخلفّات ورائهن
بقايا أطعمة، و كؤوس حوارات فارغة .
لا فرق
بين المرأة و الرجل ..... إلا للكتابة .
ولا يبحث
عن أثرهن...... أمير !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلقة نسوان .. نستو
... نسثري ........ نسفور .. نسفيف ( هاااااااااااااااااااااا ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق