الجبن المشروع للأحياء


مهما صرّح قلم الكاتب أظنه  سيظل دائماً أجبن من أن يقول الحقيقة كل الحقيقة

و ببساطة سيُبرر لذاته - قبل الأخرين - جُبنه بأنها تفاصيل لا تهُم أحداً سوى أصحابها !!  أليس ذلك ذاته ما أفعل ؟

أليس أحد أوجه الحقيقة - فقط - ما أكتب  ؟

ألستُ أختبئ داخل تفاصيل الأيام أسردها عابرة فوقها مرور كرام ؟!

ألم أفعل ؟ .. أسمّيها مذبحة و لا أريق أمامكم من جرحي قطرة دماء !

ألم أتحدث إليكم عن كل ردود الأفعال الكائنة داخل حوائط قوقعة إسمنتية و لم أذكر الفعل أو أتطرق لبوادره .. نهاياته ، لم أصفه أو أعنونه  .. أليس كذلك ؟

أخفتُ .. ؟

نعم ..

يخاف الكاتب من قلمه أن يدون وقائع الفعل فيُصبح واقعاً  .. قد لا يمكن نسيانهُ أو تجاوزه ..

من ذا يضمن له إن كتبه فعلاً على ورق أن  لا يعود فيُطلق كوابيس لاوعية من قمقمها  فليتحصن إذاً بدفاعات وعية الآمنة قافزاً فوق الحقائق  ..

مُكتفياً بالإشارة سبيلاً وحيداً - يراه - للنجاة  ...

فمهما صرح قلم الكاتب ، سيظل خائفاً ..

 يُخفي جزءاً من الحقيقة

تاركاً تكملتها لقرائه النُبهــاء .

يغفرون له جُبناً لا يُنكرهُ ،  فالأديب إنسان يريد أن ينسى ، و أن يحيى

 و لطالما تحدث التاريخ عن جُبن الأدباء .

فمعذرة عزيزي من تقرأ .. أضعت وقتك في تفاصيل عابرة

                                      و أخفيتُ عنك حقائق غابرة ..

                                       و لكنها حُجتي لا أعرفُ غيرها ،

                                       فلتقبل بها مؤقتاً ...

                                      الحقائق لا تهُم سوى أصحابها

                                       و حين أجرؤ .. أعدك

                                       سأزيح الستار عن الرُفات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق