لم تستطع الإنفلات من إنفعالاتها الصباحية ...
ظل عقلها المُزدحم
يبحث و ... يُحلل
أكان آرقها .. وصخب تداعيتها في حاجة لهذه المُشاحنة
الصباحية ؟!
إذا كانت المُشاحنة مع زوجها ،
لعلها كانت قد
تناستها و أطلقت عينيها مُحلقة - كعادتها - في يوم جديد آتي
لكن أن تكون المُشاحنة مع صغيرها و الذي تخطى عامه
الثاني بأشهر قليلة
فالأمر يظل دوماً مُختلف .
فهي أمهُ .. و ليست زوجة و رفيقة .
و بالرغم من خبرة أعوامها الخمس و العشرين المُتخيلة
إلا أنها لم تسعفُها أمام عناد الصغير .
لماذا يؤرقها خصامه أكثر مما يبدو أنه يؤرقهُ !!
ينظر إليها بعينيه الصغيرتين مُتعانداً ، عندما تُهددهُ بأقصى عقاب عرفتهُ فيما بينهما
إنها لن تتحدث إليه ..
ستُخاصمهُ
هذا هوّ عقابها
و اليوم ..
حينما طال إختباؤها في حجرات منزلها بعيداً عنهُ لربما
يأتي مُحاولاً مُداعبتها كما إعتاد أن يفعل من قبل .. لم يفعل أو يُحاول سألتهُ
فقط أن يعتذر .. لكنه رفض !!
تكاد تبكي مُتشاغلة بأشياء تفعلها و هي بعيدة عنهُ ..
تلتصق أذنيها عبر الحجرات و الحوائط بشفتيه .. لعلهُ
يعتذر لها همساً فستسرع إليه
حينذاك و تُنهي قسوتهُ .. " قسوتهُ " !!
أهذا هوّ الأمر بينهم الآن ؟!
أيستطيع أن يقسو عليها بأعوامه تلك .. !
ام إنها هيّ من لا تستطيع بكل أعوامها تربيتهُ ؟
أو لعلها لا تستطيع ترويضهُ .. فيقسو !!!
ها هى قد قررت العقاب بصورة نهائية
" لن
تُحدثهُ حتى وصُولهما لدار حضانته ! "
أبدى مُوافقتهُ و لم يُبالي بل ظل صامتاً وقد أقلع حتى
عن مُحاولة إستمالتها
بإبتسامته المعهودة ...
ببساطة ظل كاظماً طفولتهُ على قطعة الحلوى في فمه و التي
سبق و وضعتها
يدها المُتغاضبة
كما إعتادت أن تفعل كل صباح قبل خروجهم ..
ببساطة فتح فمه و أغلقه على قطعة الحلوى ..
" .. لو أنه يُداعبها في تلكّ اللحظة فستستحضر
أمومتها و تُؤجل تربيتهُ لوقت لاحق "
لكنه تجاوزها ليقف عند باب المصعد مُنتظراً أن تفتح له
باباً لم يطلهُ بعد ..
فتفعل أمهُ صامتة !!
و حين وصلا لمكان فراقهما اليومي .. سألتهُ للمرة الأخيرة أن يعتذر
:- قول سوري
" و إن
علمت جيداً أنها لم تكن المرة الأخيرة بالفعل كما أخبرته لتوها !! "
نزلت بقامتها الفارهة تستحثهُ أن يقولها أعتذر ..
:- قول سوري
فإبتسمت عيناه الصغيرتان و قد ترك فمه مفتوحاً لإبتسامته
فتساقطت قطرات ريقهُ
المُحلى فوق شفتيه للحظات ..
تأملتهُ و هوّ يُنهي عقابهُ لها وحدهُ حينما أراد ...
ليقولها لها ببساطة
:- سـوري
طالبتهُ بقُبلة ...
:- مووووه
إستزادت طالبة أن يحتضنها .....
ففعل !!!!
تركتهُ لفضائه اليومي الخاص هابطة درج دار حضانته - و
التي كانت تشُك في
حب مالكتها لإبنها منذ أيام قليلة تشكو عناده - هبطت
معها دموعاً .. لم تجد غير أن تُخفيها بالمشي في الشارع الخلفي قليل المارة حتى
تصل لعملها التربوي ...
أو لعله عملها الترويضي !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق