تلاحقت الأقدام - مُتراقصة - على طرف
الطوار المُزينة حجارته ببقايا اللونين
الأبيض .. و يليه الأسود ...
تلاحقت
الأقدام بحذر لم يكن من خشية السقوط ...
بل .. تلاحقت حذرة من إنكشاف أمر هذا الإيقاع الراقص ..
تلاحقت
الأقدام بحذر مُتراقصة بطفولة مُحلقة ...
فلم تعد
الأقدام أقدام أم عائدة لتوها
وقد تركت
صغيرها يُحّلق في فضّائه الخاص !!
ساعات قليلة هي ...
وستعود للطوار ذاته ...
ستعود لتحمله على كتفيها ... فتعود أم ..
و تعود خطواتها خطوات أم ..
ساعات قليلة و ستعود للطوار ذاته لتعود بصغيرها و تعود
خطواتها خطوات أم ....
فتتلاحق الأقدام رصينة هذه المرة تسير على الأرض
الممددة ...
تلاحق يليق بحملها الصغير ...
تتلاحق أقدامها ثابتة بلا إيقاع راقص لتُخفيه
مُتخلية - ربما - عن طرف الطوار لصغير لها يحاول أن يسير بمحاذاتها - متأرجحاً
يتقبل مساعدة يدها مرة ...
ويدفعها مُصراً على الإعتماد على طفولته و إيقاعه الراقص
مرات ..
يثبت أقدامه على اللون الأبيض ... ثم الأسود
يليه الأبيض ...
فالأسود دوماً من جديد
دون أن يُخفي
شيئاً ... أو .... يُكشفه !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين يمل من ثقلك الزوج و الأهل و
الأصدقاء ... تظل وحدها أرصفة المدن وعبر سنوات قادرة على تحمل ثقل أقدامنا
فلك الشكر طوار ربط منزلي بما كان
عملي سنوات و سنوات و لم يتخلى عن أقدامي
.. لم يرحل .. و لم يمل ..!